الأحد، 7 سبتمبر 2014

عن جهاد النفس أتحدث

في البداية أردت الكتابة عن هذا الموضوع لأنه واحد من المواضيع التي لا زلت في حرب مستمرة معها، ربحتها مرات وخسرتها مرات أكثر. أردت الكتابة عنه حتى أشارك مادرسته وما خبرته حول هذا الموضوع الذي هو أساس في تغيير الفرد ولم لا المجتمع بأكمله.
تعريفي المختصر لجهاد النفس هو إلزام النفس على فعل ما فيه صلاحها. وللتوضيح أكثر، سأسوق بعض الأمثلة:
القيام لصلاة الفجر من العبادات ذات الأجر والفضل الكبير، والتي في الواقع يشق على معظمنا الحفاظ عليها. النفس البشرية تركن بطبيعتها إلى الدعة والكسل والخمول، لهذا حتى تستيقظ للصلاة، عليك أن تلزمها وتدفعها دفعا للنهوض والصلاة جماعة في المسجد.
مثال آخر هو الدراسة، كلنا يعرف مدى اهميتها في زيادة المعارف وتطوير قدرات الانسان وفتح أبواب الفرص أمامه، لكن النفس تكره الجلوس إلى الكتاب والحضور إلى الدروس والدورات. هنا لا بد من جهاد النفس وقصرها على مطالعة الكتب والاستماع للدروس والمحاضرات.
التكليف في الشرع هو الأمر بما يشق على النفس، وللتوضيح أكثر: الصوم في بلاد شديدة الحرارة ( ولاية أدرار كمثال ) شاق جدا، والمحافظة على الجماعة كذلك شاق، إنفاق المال أمر عسير على النفس، غض البصر، حفظ اللسان من الغيبة والنميمة، طلب الرزق، وغيرها من العبادات أمر ثقيل على النفس، لكن كيف تنال أجرا على شئ لم تتعب من أجله.

أود أيضا التنبيه إلى الشخص الذي يتبع هواه وكل ما تمليه عليه نفسه، إذا قالت له نم ينام، وإذا قالت لا تفتح الكتاب لا يفتحه، وربما أكثر من هذا، إذا قالت لا تصلي، لم يصلي، هذا الشخص سيندم كثيرا، لأن النفس في الغالب أمارة بالسوء، ويعجبني قول الإمام البصيري رحمه الله: وخالف النفس والشيطان واعصهما، فإن هما محضاك النصح فاتهم.
يقول الله عز وجل عن هذه الفئة: "أرآيت من إتخذ إلهه هواه". يعني أصبحت نفسه كإله يعبده، يأمره فيطيع فورا بلا تردد.
أما من خالفها فأجره كبير عند الله عز وجل ، تدبر قوله: [وَأَمَّا منْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى ، فَإنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى].
قال عليه الصلاة والسلام: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني"

وقصص السلف في جهاد وتزكية النفس عجيبة جدا، وهذه واحدة:
مرَّ حسان بن أبي سنان بغرفة، فقال: متى بنيت هذه؟ ثم أقبل على نفسه، فقال: تسألين عما لا يعنيك، لأعاقبنك بصوم سنة، فصامها.

نسمع عن بعض الناس يقول عندما يرى ما يحدث لأخوتنا في فلسطين من الظلم والاضطهاد، لو فتح لنا باب الجهاد لكنت من السباقين للجهاد في سبيل الله، ولكن كيف يمكن تصديق كلامه ونفسه قد هزمته فلا هو يحافظ على الصلاة في المسجد، ولا يصلي الصلاة في وقتها، وربما ليس محافظ على ورد من القرءان يقرأه كل يوم، وربما لا يستطيع غض بصره في الطريق، أو حبس لسانه عن الغيبة والنميمة. فالبرهان على صدق كلامك يبدأ هنا، في جهاد نفسك، عندما تنتصر على أهوائك، بعدها يمكنك التغلب على أعدائك.

نأتي إلى موضوع النجاح في الحياة هو كذلك من الأمور التي تحتاج مثابرة وجهادا للنفس
فالتخطيط لحياتك وتنفيذ الخطة ومراجعتها من حين لآخر لتحديد مدى تقدمك في إنجاز الخطة ، أمر ليس بالهين وإن كان يبدو سهلا للبعض. تنظيم الوقت وبناء عادات يومية كالاستيقاظ مبكرا، القيام بالتمارين الرياضية، المطالعة، النوم مبكرا، كل هاته الأمور تتطلب جهاد نفسك وقصرها على القيام بها. بناء علاقات جديدة والمحافظة على العلاقات الحالية مع الناس من حولك يحتاج كذلك جهادا للنفس.

وجهاد النفس ليس أمرا تفعله مرة أو مرتين ثم تتوقف، بل هو عادة يومية مستمرة، لأنه في اللحظة التي تفسح لنفسك المجال وتتركها على هواها، ستقوم بإرجاعك إلى طريق الدعة والخمول والكسل والاتكالية، وكل الأمور غير الجدية وغيرالنافعة. إذن لا تتح لها الفرصة أبدا أبدا.

وأختتم هذه التدوينة بكلام رائع للدكتور عبد الكريم بكار:
همسة في آذان أبنائي الشباب وبناتي الشابات: الحياة صعبة، وربما والله أعلم تزداد صعوبة، ولكن مع ازدياد الصعوبة تزداد الفرص أيضاً لكن أمام من؟ تزداد أمام المتفوقين الذين تعبوا على تعليم أنفسهم وصقل مواهبهم ومهاراتهم.من أراد أن يرتاح في معظم عمره مع التقدير والاحترام فليبذل جهداً مضاعفاً في السنوات العشر الأولى من حياته العملية مع الاستقامة على أمر الله، وبعدها سيكون كل شيء بإذن الله أسهل وأفضل. حاول تسجيل قصة نجاح ترفع من خلالها معنوياتك، وتقدم نفسك للآخرين:
 النجاح في إدارة مؤسسة مرموقة، تأليف كتاب مهم إتقان تخصص مطلوب في سوق العمل، النجاح في تسويق سلعة حيوية... المهم أن لا تحتقر نفسك وإمكاناتك وتوكل على ربك.
إنتهى.

9 التعليقات:

الشركة الصينية العالمية سوماتشي كايبا يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي الأمي العربي و على اله و صحبه أجمعين
لكم يسرني أن أكون أول المعلقين على تدوينة أخي الغالي و لكم يسرني أن أكون جزء لا يتجزأ من هذه المدونة التي أدع المولى عز و جل أن تكون قربانا لله حتى نجاهد أنفسنا و نتعلم سبل الجهاد الحقيقي.....لكم أرنوا الى مشاركة اسهم فيها بوضع حجر الأساس لبداية التدوين المشترك معك اخي الغالي و لكم تمنيت ذلك و من هنا نبدأ. د. يوسف

الشركة الصينية العالمية سوماتشي كايبا يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
الشركة الصينية العالمية سوماتشي كايبا يقول...

البداية يا نفسي هي أصعب ما يمكن أن يعترضك من مضمار التحديات، الحديث أيتها المغرية عن حرب بيني و بينك هي أسوأ الأحاديث التي تفتح الأبواب لكل الاحتمالات، الربح و الخسارة هنا لهما وزن أثقل من موازين بقيت المجريات في الحياة، ما درسته من مواضيع و ما سأطبقه معك هو ما سيحدد طبيعتي و كياني في مجتمعي و شخصيتي........يتبع


الشركة الصينية العالمية سوماتشي كايبا يقول...

يا نفسي إلى متى القتال و الجدال، سئمت و لم تسأمي مللت و لازلت متمسكة بعراك الوثقى حتى تضليني عن درب الصواب، تطمحين إلى العقاب بينما أسعى إلى الثواب، تتهاونين عن الطاعات و ما فيه صلاح و فلاح و تندفعين إلى سفاسف الأمور من كسل و خمول، كم تعشقين أن تمر عني الصلوات، كم يحلوا لك النوم عند أوقات الدعوات.....كم تتخلفين عن سنة الله و رسوله......تراك يا أخي زين الدين اختصرت و أصبت إن الجهاد إلزام على ما فيه الصلاح.انه إرغام للنفس على الطاعات و العبادات و القربات.........لمن الكفة الراجحة يا ترى؟

الشركة الصينية العالمية سوماتشي كايبا يقول...

حكاياتي مع نفسي كثيرة .......تبع في القادم باذن الله سأحكي عن بعضها. انتظر تقييمك للفكرة اخي زين الدين

zinedine يقول...

مرحبا بك في بيتي الافتراضي على الانترنت، نورت المدونة بزيارتك وإضافاتك.
نعم قم بإرسال مقالك لي على إيميلي وسأقوم بنشره على مدونتي,

Unknown يقول...


اخبار سيارات
سعودي اوتو

Unknown يقول...

thank you

شركة نقل عفش بالرياض

Unknown يقول...

thank you

برمجة مواقع

إرسال تعليق