الجمعة، 13 ديسمبر 2013

من قال انك لا تملك شيئا تقدمه للناس؟

عندما نبدأ الحديث عن العطاء وإضافة شئ للحياة قبل مغادرتها حتى لا نكون من الزائدين على الدنيا كما قال الأديب صادق الرافعي، يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس أن العطاء يجب أن يكون مشروعا ضخما كإنشاء شركة عالمية أو تأليف مجلدات من الكتب وغيرها، ولكن على العكس من ذلك يمكنك أن تكون من أصحاب العطاء بأمور بسيطة جدا يغفل عنها معظمنا. وكما يقال عندما تنجح في فعل هاته الأمور البسيطة عندها انتقل إلى إنجاز الأمور العظيمة.

الابتسامة
بكل بساطة ابتسم، مهما كانت ظروفك ومهما عظمت مشاكلك، حافظ على ابتسامتك، لأنك لست الوحيد الذي لديه مشاكل في هاته الدنيا. ولا عجب أن ديننا الإسلامي يأمرنا بالابتسام وينزله منزلة الصدقة نظرا لأثره الايجابي على الناس من حولك.

السؤال عن الحال
من وقت لآخر، قم بتفقد أصدقائك الذين يسكنون قريبا منك، وقم بالاتصال والسؤال عن الأصدقاء البعيدين عنك، لأن السؤال عن الحال له أثره عظيم على صديقك خاصة الشعور بأن هناك لا يزال من يهتم به في هذا العالم.

الاستماع العميق
الله عز وجل خلقنا بأذنين وفم واحد حتى نقلل من الحديث ونكثر من الاستماع. أتدري أنه فقط بالانصات والاستماع لصديق أو غريب يحكي عن آماله أو الآمه، تكون قد قدمت له معروفا كبيرا. كلنا يعرف الشعور الرائع والراحة الكبيرة التي تغمرنا عندما نجد شخصا ينصت إلينا باهتمام ونحن نحكي له عن تطلعاتنا أو بعض ما مر بنا.

التبرع بالدم
شكر النعمة شرط لدوامها، إذن الصحة نعمة، وشكرها يكون عن طريق بذل صحتك في وجوه الخير، وأحد الوجوه هو التبرع بدمك. لا يوجد أي تخسره عندما تتبرع بدمك، بل أنت الرابح لأنك أديت شكر النعمة، وكذلك لأنك ربما ساهمت في إنقاذ حياة أحدهم.

اماطة الاذى
إذا رأيت شيئا في الطريق يؤذي الناس كحجر أو عود شجر، قمت بتنحيته جانبا وفقط.

تعليم الناس
لا يجب عليك أن تكون أستاذا أو إماما حتى تعلم الناس، فقط شارك معلومة تعرفها مع شخص يجهلها. علم طفلا الحروف الهجائية وسيكون أجر كل حرف قرأه طول حياته في ميزان حسناتك، علم آخرا الحساب، علم مسنا كيف يستعمل هاتفه، علم أخا كيف يكوي ملابسه. المهم، أي شئ تعرفه يمكنك أن تعلمه.

الدعاء بظهر الغيب
وهذا أبسطها على الإطلاق، لأنه لا يكلف أي شئ. إرفع يديك وقم بالدعاء لوالديك، إخوتك، أصدقائك، والأمة الإسلامية ككل.

إذا كانت لديكم أفكار أخرى، شاركونا بها في خانة التعليقات، وتذكروا: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.


السبت، 7 ديسمبر 2013

النجاح عبارة عن أرقام


هناك شروط أربع لوضع الأهداف التي تود بلوغها في حياتك:

1/ أن يكون الهدف واقعيا

2/ أن يكون الهدف مفصلا ودقيقا

3/ أن يكون الهدف قابلا للقياس

4/ أن يكون للهدف تاريخ محدد لتحقيقه

تطبيق هذه الشروط عند كتابة أهدافك يزيد من إحتمالية تحقيقك لها وجعلها حقيقة. ولنعط بعض الأمثلة:
أحد الطلبة يقول: هدفي هو الحصول شهادة دكتوراة في الطب

الواقعية: حتى يكون هذا الهدف واقعي لا بد أن يكون صاحب هذا الهدف لديه ذاكرة قوية لأن الطب يتطلب الكثير من الحفظ، وكذلك أن يكون متمكنا في اللغة الأجنبية، وأن يكون لديه معدل عالي في شهادة البكالوريا وغيرها من شروط الالتحاق بتخصص الطب.

التفصيل: تفصيل الهدف هنا هو في أي تخصص في الطب تريد أن تكون دكتورا، بمعنى دكتور في الجراحة، دكتور في الأعصاب أو ماذا؟

القابلية للقياس: هذا الهدف قابل للقياس، يعني أننا نستطيع أن نعرف هل تم تحقيق الهدف بنجاح أو لا، عليه فقط أن يحضر شهادة الدكتوراة التي حصل عليها حتى نتأكد بأن الهدف قد تحقق.


تاريخ الانتهاء: والآن نأتي لتاريخ تحقيق الهدف، كان يجب عليه أن يكتب: أريد أن أصبح دكتور بتاريخ 1 /1 /2020. هنا سنتصل بصديقنا في هذا التاريخ ونرى إن كان فعلا قد حقق الهدف و أصبح دكتورا أم لا.

إذن بعد تطبيق الشروط، يصبح الهدف هكذا:

أريد الحصول على شهادة دكتوراة في الطب تخصص جراحة الأعصاب بتاريخ 1/1/2020.

بعد كتابة الهدف تأتي المرحلة الأهم وهي تقسيم هذا الهدف الطويل إلى أهداف قصيرة المدى، حتى تكون الطريق واضحة، وهذا سنتحدث عنه في موضوع لاحق ان شاء الله.

أردت في هذا التدوينة التفصيل في الشرط الثالث وهو أن يكون الهدف قابلا للقياس.

إذا أردت أن تنجح في حياتك فعليك أن تكون جيدا في الحساب، ومتابعة الأرقام. النجاح يحتاج للتخطيط، وفي التخطيط تظهر فعالية تحديد الأرقام. ولنبدأ بضرب الأمثلة حتى يتضح كلامي السابق:

من المتفق عليه أن الناجح في حياته قارئ نهم، يعني أنه قد قام ببناء عادة القراءة اليومية، فمثلا إذا قررت اكتساب عادات الناجحين لتصبح واحدا منهم أردت أن تبدأ ببناء عادة القراءة اليومية، فلا تكتب في خطتك: أريد أن أكتسب عادة القراءة اليومية، ولكن يجب أن تضع رقما محدد لعدد الصفحات التي تود قراءتها أو تكتب المدة اليومية التي تود أن تخصصها للقراءة، لأن هذا يجعل مسألة محاسبة نفسك أو صديق لك أمرا سهلا، فتكتب في خطتك: أريد أن أقرأ 20 صفحة كل يوم، أو: أريد أن أقضي 30 دقيقة كل يوم في القراءة. فهذا سيسهل علينا محاسبتك، ففي نهاية الأسبوع: سأطلب منك فقط رقما، حتى أتبين مدى بلوغك أو قربك من تحقيق هدفك.

إذا أردت زيادة سرعتك في القراءة، فلا تكتب: أريد أن أصبح قارئا سريعا، ولكن أكتب: سرعتي الحالية هي 75 كلمة/الدقيقة وأريد بلوغ سرعة 115 كلمة/ الدقيقة.

وطبق قاعدة الأرقام على كل الأهداف في حياتك، وإليك المزيد من الأمثلة:

 أكتب :أريد أن أستيقظ على الساعة 5 صباحا يوميا.  ولاتكتب:  أريد أن أستيقظ باكرا.

أكتب: أريد أن أقوم بالتمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميا  ولا تكتب:  أريد أن أقوم ببعض التمارين الرياضية.

أكتب: أريد أن أتصدق بمبلغ 1000 دينار كل شهر   ولا تكتب:   أريد أن أتصدق ببعض المال.





الاثنين، 2 ديسمبر 2013

تعلم من الأخطاء وأكمل المسير

هناك نكتة طريفة عن أن هناك شخصا عاش ولم يخطأ ولا مرة في حياته، والسر وراء ذلك هو أنه لم يقم بعمل أي شئ في حياته.
إذن علينا أن نتقبل فكرة أن الاخطاء شئ لا بد منه في حياة الذي يعمل ويجاهد في سبيل الوصول لتحقيق أهدافه وغاياته، إذا أردت أن لا تخطأ، فعليك أن تكون مثل صديقنا الذي لم يفعل أي شئ، لأن هذا هو الطريق الأكيد لتجنب القيام بالأخطاء.
أن أقول بأن الخطأ جزء من رحلة الحياة، لا يعني أبدا أنه عليك أن تتكاسل عن الأخذ  بالاحتياطات اللازمة لتجنب الأخطاء عند القيام بعمل ما، وتردد في نفسك: إذا حدث أي شئ خطأ فهذا شئ طبيعي كما قرأت في أحد المقالات، ولكن على العكس، فنحن هنا نتحدث عن الأخطاء الغير المتوقعة والتي تحدث بعد أخذك بكافة الاحتياطات اللازمة، فهنا يجب عليك أن لا تتوقف عن العمل وتندب حظك السئ، ولكن عليك بالتعلم من الخطأ وتدرس أسبابه حتى تتجنبها ولا تقع في الخطأ مرة أخرى، ثم بعدها تستمر في إكمال مسيرتك.
لدينا حديث نبوي رائع يقول: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". يعني أن المؤمن معرض للخطأ ولكن الفرق بينه وبين غيره من الناس هو أنه يتعلم من أخطائه، ولا يقف عندها ويردد : " أنا دائما أخطئ، أنا لا أصلح لفعل أي شئ".
فهناك بعض الطلبة من يرسب في سنة دراسية، ثم يسجل ويرسب مرة أخرى، ثم يرسب المرة الثالثة، والسبب في ذلك هو أنه لم يحاول معرفة الأسباب التي جعلته يرسب، مما يجعله يقوم بالدراسة والمراجعة والتحضير بنفس طريقة السنة السابقةّ، مما يؤدي إلى حصوله على نفس نتائج السنة السابقة وهي الرسوب، والكيس الفطن هو من يستشير أساتذته وأصدقائه حتى يعرف أسباب رسوبه، ثم بعدها يبحث عن أفضل الحلول لعلاجها ويقوم بتطبيقها. المبدأ يقول: أنت تجني ما تزرع، غير ما تزرع وسيتغير حتما ما تجني.
الله عز وجل فتح لنا أبواب التوبة وقد نتساءل لماذا؟ لأنه خالقنا ويعلم أننا معرضون للخطأ، ولهذا أمرنا بالتوبة لنكفر عن أخطاءنا ونعزم على عدم تكرارها مجددا. 
الآن نعود إلى المربين وكيفية تعاملهم مع من أخطأ، وأقصد بالمربين هنا: المدرسون والأبآء وكل من هو مسؤول على فئة من الناس. القاعدة تقول: لا تعاقب على الخطأ ولكن عاقب على تكرار الخطأ. إذن، عند أول خطأ، لا تعاقب، بل قم بالتنبية وإعطاء توجيهات لتفادي تكرار هذا الخطأ مستقبلا. إذا قمت بالمعاقبة من أول مرة، فهذا يوصل رسالة للمخطأ مفادها أنه عليك أن لا تعمل ولا تحاول فعل شئ، حتى تتجنب القيام بخطأ، لتتجنب العقاب.
أضيف إلى كل هذا، عند القيام بخطأ يمتد أثره للإضرار بأشخاص آخرين، فعليك بالاعتذار، لأن هذا من الأخلاق، ولا تظنن الاعتذار مذلة أو هوان، فهو على النقيض من ذلك.