الجمعة، 24 أغسطس 2018

مذكرات رحلتي إلى تركيا - الأسبوع الأول في تركيا


هذا أول يوم لنا في مدينة إسطنبول. إستقبلتنا تركيا بالأمطار وتفاءلنا خيرا . إتصلت بـ أيوب المسؤول عن برنامج الرحلة أسئل عن برنامج اليوم الأول،  قال لي بأن البرنامج تم تأجيله بسبب هطول الأمطار بغزارة. 
حسنا، سأضع برنامجا لنفسي، لي مدة وأنا أبحث عن كتابين للدكتور أحمد خيري العمري أحدهما  شيفرة بلال والآخر ليلة سقوط بغداد ، وسمعت أنه يوجد مكتبة بإسطنبول تبيع كتبه، لذا كان البرنامج  هو الخروج من الفندق والذهاب إلى المكتبة للحصول على نسخة من كل كتاب. إنتظرنا في الفندق حتى توقف هطول المطر ، قمت بتعيين عنوان المكتبة على خريطة جوجل،  ثم غادرنا الفندق باحثين عن المكتبة في شوارع اسطنبول.

1

  بما أنه أول يوم لي في تركيا ، لا بد لي من تحويل العملة حتى أستطيع الشراء من المحلات ودخول المطاعم. يوجد الكثير من المكاتب الخاصة بتبديل العملة، والأسعار متطابقة تماما. الأمور منظمة  جدا في هذا الشأن ولا يوجد أثر للأسواق السوداء مثل بعض الدول التي تعرفونها. إسطنبول مدينة جميلة جدا، وورود في كل مكان حتى في أعمدة الإنارة. شاهدت سابقا في شريط وثائقي يتحدث عن تركيا، أن اسطنبول كانت مدينة متسخة ومليئة بالقاذورات، لكن الأمر تغير جذريا ، عندما أصبح أردوغان واليا على المدينة  حيث وضع قرار يقضي  بتجميل المدينة وإنشاء حدائق عامة في مختلف الأحياء. كذلك قام أردوغان بإنشاء مزارع خاصة بالوورود ، يتم إستخدام بعضها في تزيين مدينة إسطنبول والباقي يتم تصديره إلى مختلف دول العالم. ببساطة،  قام بضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما حل مشكلة القاذورات ، والثاني إضافة مصدر دخل جديد لتركيا.

3

خلال مسيرنا في شوارع إسطنبول، بدأت الأمطار تهطل من جديد، وهذا آخر ما كنا ننظره لأننا لا نمتلك مظلة. لحظات بعد بداية هطول الأمطار، إنتبهنا إلى إنتشار أشخاص واقفين في الشارع يبيعون مظلات المطر بأسعار معقولة. فكرة تسويقية بإمتياز، أقصد عرض المنتج المناسب في الوقت المناسب  بالسعر المناسب، بيع مظلة مطر عند بداية هطول المطر لمن لا يحمل مظلة  مطر (مثلنا). طبعا، لم نفوت هذا العرض وحصلنا على مظلتنا حتى لاتبللنا الأمطار.

في طريقنا وجدنا هذا المسجد الذي لا أذكر إسمه، صلينا الظهر في هذا المسجد و قمنا بإلتقاط بعض الصور التذكارية.

2
الآن حان وقت الغداء، دخلنا إلى أول مطعم صادفنا بعد خروجنا من المسجد. طلبنا قائمة الطعام والمشكلة هي أن كل شئ باللغة التركية. عائق اللغة هو أحد أهم المشاكل الرئيسية التى تواجه زوار تركيا، ، لأن الأتراك لا يفهمون العربية ولا الإنجليزية. الحل هو الذهاب إلى مطبخ المطعم ثم التواصل بالإشارة مع صاحب المطعم حتى يفهم ما نريد. بالمناسبة ، هذه أول مرة أتناول طبقا من الأرز مسقيا باللوبيا. كأول إنطباع على المطاعم التركية، الأسعار معقولة جدا.

تابعنا مسيرنا بحثا عن المكتبة المنشودة، ووجدناها بعد قرابة ساعتين من المسير، لكننا لم نشعر بالتعب مطلقا. وجدت كتابة شيفرة بلال ، لكن لم أجد كتاب ليلة سقوط بغداد لأنه نفد بسرعة. عدت إلى الفندق، وتبادلت أطراف الحديث مع إسماعيل مسؤول الإستقبال والذي أصبح يذكرني بسبب ما مررنا به خلال أول زيارة لنا للفندق.

في اليوم الثاني، إتصلت بأيوب، حتى أسئل عن البرنامج ، فأخبرني بأن هناك حافلة ستقلنا من الفندق حتى نزور جزر الأميرات والسوق المصري. وصلت الحافلة،  حصلنا على مقعدنا وإنطلقنا متوجهين إلى الميناء الذي تنتظرنا فيه الباخرة. خلال الطريق، رأيت أحد منظمي الرحلة يمر على الركاب واحد واحد ويأخذ منهم المال. وصلني الدور، وطالبني بدفع تكلفة الرحلة إلى جزر الأميرات. أخبرته بأنني قد دفعت تكاليف برنامج الرحلة لمدة أسبوع في الوكالة السياحية التى حجزت عن طريقها. قال لي: " يجب أن تدفع، كل الأشخاص هنا قامو بالدفع"، رفضت الدفع، وبينما نحن نتجادل حول الأمر كنا قد وصلنا للميناء وكانت الباخرة تهم بالإنطلاق، لذا طلبو منا النزول بسرعة حتى لا تفوتنا الباخرة ويتم الغاء الرحلة. الباخرة كانت مليئة بالناس، لذا هذه كانت فرصة حتى لا ألتقي مع هذا الشخص الذي يطالبني بالدفع مرة أخرى مع أني قد دفعت كل شئ مقدما قبل خروجي من الجزائر.

4
دامت الرحلة ساعة في الباخرة حتى وصلنا للجزيرة. يوجد 9 جزر تسمى الأميرات، ذهبنا نحن إلى أكبرهم. في هذه الجزر يوجد قانون يمنع إستخدام السيارات حتى تبقى الجزر نقية وطبيعية. التنقل يكون بواسطة الحنظور ( عربة يجرها حصان) أو الدراجة الهوائية. صراحة ، لم يعجبني الحنظور لأن سعر إستخدامه للتجول في الجزيرة مرتفع نوعا ما وأيضا بسبب الرائحة الكريهة لأنهم يضعون كيسا خلف الحصان حتى يضع فيه فضلاته ولا تسقط على الأرض حفاظا على نظافة الشوارع. واو ، واو ، واو. قمنا بالتجوال مشيا على الأقدام في الجزيرة. المكان جميل جدا، ويمكنني العيش هنا طول حياتي بدون مشكلة.

5

بعد ساعتين من التجوال، حان وقت ركوب الباخرة والعودة إلى المدينة حتى نزور السوق المصري كما في برنامج الرحلة. المنظمون، أخبرونا بأنه يمكننا التجوال بحرية في السوق، ثم  نلتقي جميعا على الساعة السابعة حتى نرجع الى الفندق. ذهبنا إلى السوق وتجولنا بعض الوقت وأعيننا على الساعة حتى لا نتأخر عن مكان اللقاء ويغادرو من دوننا. السوق المصري يحتوي على محلات الملابس والحلويات التركية والذهب والكثير من الأشياء الأخرى. بعد تبقي 20 دقيقة للإنطلاق عدنا إلى المكان الذي سنجتمع فيه والمفاجآة هي أنه لا يوجد أثر لأي شخص. أخبرتني زوجتي أنهم ربما كانو يقصدون أن نلتقي عند باب السوق، لذا عدنا أدراجنا حتى باب السوق ، لكن لم نجد أحدا هناك أيضا. صراحة  ، لم نعرف ماذا نفعل في هذه اللحظة هل ننتظر هنا حتى تظهر مجموعتنا لكن الظلام قد بدأ يحل ولا أحب أن أبقى تائها في الليل وفي مدينة لا أعرف فيها شيئا. فكرنا في ان نستقل  تاكسي إلى الفندق لكن الجميع يحذر من إستخدام التاكسي في المدن السياحية لأن أسعارهم مبالغ فيها جدا. فكرنا في ركوب الحافلة لكننا لا نعرف  عنوان الفندق. كل ما أعرفه هو ان الفندق يقع مقابلا لمقر بلدية إسطنبول.  توكلنا على الله وذهبنا  إلى محطة الحافلات القريبة من السوق وسؤال الناس عن الحافلة التي تمر من عند مقر بلدية إسطنبول. للأسف، كل من سألناه لا يتحدث العربية أو الانجليزية ولم يستطيعو مساعدتنا. تذكرت أن كلمة بلدية بالتركية لفظها قريب نوعا من العربية، لذا عاودت سؤال من جديد ومحاولة نطق الكلمة جيدا، حتى عثرت على أحد الأشخاص الذي فهم الكلمة وأرشدنا إلى الحافلة المناسبة. في هذه اللحظة قررنا أنه لا بد لنا أن نحمل معنا خريطة لمدينة إسطنبول ونقوم بتعيين مكان الفندق حتى لا نقع في هذا المأزق مرة أخرى. ركبنا في الحافلة وذهبنا إلى السائق حتى نقوم بالدفع لكن رفض وحاول إفهامنا أنه يجب الحصول على بطاقة خاصة بالنقل ثم نقوم بتمرريها على جهاز معلق في الحافلة. نزلنا من الحافلة وحاولنا سؤال الناس عن كيفية الحصول على هاته البطاقة لكن أحد لم يفهم ما نقول. عدنا للحافلة حتى لا تغادر ولم نقم بالدفع. لقد خالفنا القانون، لكننا معذرون على ما أعتقد. وصلنا للفندق و كلي عدم رضا على هاته الشركة منظمة الرحلة، وقررت أني لن أستمر في برنامجها وسأقوم بإنشاء برنامج خاص بنا.


يتبع ...

الأحد، 19 أغسطس 2018

أول مرة أشاهد راقي يقوم بإخراج جني من شخص مصاب

كنت أرى هذا الأمر فقط في الأشرطة الوثائقية على شاشة الجزيرة والعربية، لكن لم أتصور يوما أنني سأرى هذا الأمر أمام عيني مباشرة.
كنت في زيارة لراقي (طالب) معروف في نواحي مدينة تيميمون. في الصالة التي يتم فيها علاج المصابين، كان يوجد حوالي عشرة أشخاص من مختلف الأعمار. في البداية طلب الراقي من الجميع إغماض أعينهم و قراءة سورة الإخلاص 3 مرات والمعوذتين مرة واحدة بصوت خافت. بعدها قال 'بسم الله أرقيكم من كل داء يؤذيكم" ثم قرأ بعض الأذكار المؤثورة. ثم قام بتشغيل القراءن الكريم في الراديو وغادر القاعة.
أول سورة كانت "الحاقة"، الجميع كان صامت وهادئ، بعدها بدأت سورة "الجن"، في هذه اللحظة، الشخص الذي كان بجانبي بدأ يصفق بصوت عالي جدا، ثم بدأ يضحك ويقهقه. إستنتجت أنه يحاول التغطية على صوت القراءن بهذه الامور حتى لا يسمعه، لكن جهاز الراديو إستمر في القراءة بدون توقف.
بعدها ، بدأ هذا الشخص المصاب يتقلب في الصالة يمنة ويسرة ، ثم بدأ يتحدث بلهجة محلية:
" يا سيدي ، راني عارف كل شئ، أنا عارف كل شئ"
في هذه اللحظة أتى الراقي وبدأ يتحدث مع الشخص المصاب أو الجني، حقيقة كنت مذهولا من الأمر، وبدأت أُكثر من الأذكار والتعوذ من الشيطان الرجيم.

الحوار بين الراقي والجني كان كالتالي:
الراقي: من أنت؟
الجني: أنا جني مسلم
الراقي: تقول أنك مسلم وتقوم بإيذاء أخيك المسلم. منذ متى أنت تسكن هذا الجسد؟
الجني: منذ ثلاث سنوات
الراقي: ما هي مهمتك؟
الجني: مهمتي هي تدمير حياة هذا الشخص وتحويلها للأسوء
الراقي: هل يوجد سحر، وهل يوجد جنى آخر معك؟
الجني: نعم، يوجد سحر ولا أدري إن كان يوجد جني آخر
الراقي: الآن أريدك أن تردد ما أقول، ثم تخرج من هذا الجسد
الجني: نعم، سأخرج من هذا الجسد
الراقي: أعد ورائي "أعاهد الله أن أخرج من هذا الجسد وألا أعود إليه مرة أخرى، وألا أضر أي مسلم آخر"
الجني قام بتكرار ما قال الراقي ، ثم بدأ هذا الشخص بالتقيئ وبعدها هدأ و سكن الشخص المصاب
مما يعني أن الجني قد خرج بالفعل من جسد هذا الشخص .
بعد لحظات، أفاق هذا الشخص ووجد نفسه ممدا في الصالة وهو في البداية كان جالسا متكئا على الحائط.
حاول للحظات أن يستوعب ما حدث، ثم عاد لمكانه لمتابعة الرقية.

هنا بدأت الكثير من الأسئلة تدور في رأسي ولم أجد لها إجابة حتى الآن:
هل حقا يمكن أن يسكن جني داخل الإنسان؟
إلى أي درجة يمكن للجني التحكم في الشخص المصاب؟ كنت أقول لماذا لم يهرب هذا الشخص من الصالة إذا كان يخاف من سماع القرءان...
الجني قال إنه يسكن الجسد منذ 3 سنوات، هل كان هذا الشخص يصلي ويقرأ القرءان ويذكر الله، والجني بداخله؟؟؟

موضوع الجن والسحر لا زال يطرح العديد من التساؤلات  لدي وأحتاج جديا للتعرف عليه أكثر.

وصفة الحماية من الجن والسحر:
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والأدعية المأثورة
- المدوامة على قراءة ورد يومي من القرءان الكريم
- المحافظة على الوضوء طول الوقت


الأحد، 22 أبريل 2018

مذكرات رحلتي إلى تركيا - التخطيط للرحلة والإنطلاق إلى إسطنبول


بعد إنقطاع لمدة سنتين عن التدوين، ها أنا أعود من جديد وأتمنى أن لأ أنقطع مجددا :)
سأقوم بنشر مذكرات سفري إلى تركيا والتي كانت مليئة بالعقبات والمشاكل، ربما تسميتها دروس سيكون أفضل، لكنها أيضا مليئة بالمتعة و الفائدة.
خلال الصيف الماضي (أوت 2017) ، قررت أنا وزوجتي زيارة تركيا بهدف الترويح عن النفس ونسيان بعض الأمور المحزنة التي مرت علينا خلال فترات متقاربة  وفاة والد زوجتي رحمه الله و أكرم مثواه). هذه المرة إخترت الذهاب عن طريق وكالة سياحية  حتى أرى ما الفرق بينها وبين تخطيط الرحلة بنفسك. تواصلت مع مسؤول الوكالة "عبد الكريم" والذي هو صديق لي، وتم دفع تكاليف الرحلة. قمت بالتعديل قليلا في برنامج الرحلة وغيرت المدة من أسبوع إلى 3 أسابيع حتى أحاول الإستفادة من هذه الرحلة لأقصى درجة. كالعادة حدثت بعض المشاكل (لقد تعودت على الأمر)  بسبب عدم صدور التأشيرة في الموعد المحدد والذي كان في شهر جويلية، مما اضطرني للسفر إلى مدينة قسنطينة والذهاب بنفسي إلى مركز إستخراج تأشيرات السفر الخاصة بزيارة تركيا. المدة اللازمة لمعالجة طلب الفيزا هو أسبوع، لذا إستغليت هذا الوقت بالسفر إلى مدينة جيجل وتمضية الوقت هناك إلى حين صدور التأشيرة والتي كنا قلقين نوعا ما بشأنها ، لأننا لا ندري هل سيتم قبول الطلب أو رفضه.
بعد أسبوع جاءنا إتصال هاتفي يخبرنا بالحضور لإستلام جواز السفر، والحمد لله، تم قبول الطلب وحان وقت الإنطلاق إلى مدينة إسطنبول.
إستغليت فرصة تواجدنا في قسنطينة لزيارة بعض معالم المدينة مثل مسجد الأمير عبد القادر، قصر أحمد باي والجسور.

إنطلقت بنا الطائرة على الساعة 11 ليلا متوجهة من مطار قسنطينة الدولي إلى مطار أتاتورك في إسطنبول. نزلنا على أرضية المطار على الساعة 3 فجرا بعد أن كنا معلقين بين السماء والأرض لمدة 3 ساعات كاملة. أخبرنا صديقي صاحب الوكالة السياحية أنه سيكون في إنتظاري بالمطار سائق تاكسي خاص، يحمل لافتة عليها إسمي وسيقوم بتوصيلنا للفندق. بالفعل، بعد دخولنا لبهو المطار، وجدت أحد الأشخاص يحمل ورقة عليها إسمي وإسم الفندق الذي سأنزل به. بعدما ألقيت عليه التحية ،إنتبهت إلى أن اسم الفندق في اللافته  مختلف عن الإسم  الذي أخبرني صاحب الوكالة أني سأنزل به. قمت بإخبار الشخص الذي في انتظاري أن فندقي هو Sogut Hotel،  لكن المكتوب في اللافته هو Carlton Hotel. طلب مني الإنتظار قليلا ريثما يقوم بإجراء بعض الإتصالات حتى يقوم بالتحقق من الأمر. قمت أنا بإستغلال هذه الفرصة  والتجوال قليلا في بهو المطار. أكثر شئ أثار استغرابي هو كثرة الحركة في المطار مع أن الوقت مبكر جدا ( 3 فجرا). عدت إلى الشخص الذي كان في إنتظاري، وأخبرني أنه سيأخذني إلى الفندق الذي أخبرته به بدلا عن الفندق المكتوب على اللافتة وهذه كانت غلطة ربما كبيرة.

أوصلنا السائق إلى فندق Sogut Hotel ، ثم غادر في لحظته لأن مهمته إنتهت، ونحن ذهبنا إلى مسؤول الإستقبال حتى نأخذ الغرفة ونحصل على بعض الراحة . سلمته جوازات السفر حتى يتحقق من الحجز والمفاجأة هي أنه لا يوجد حجز بإسمي في هذا الفندق. أخبرته بالتأكد أكثر، لكنه قال نفس الجملة "للأسف،  لا يوجد أي حجز بإسمك سيدي".
حسنا، لا مشكلة، سألته : "هل يمكنني أن أحجز غرفة لهذه الليلة حتى نرتاح قليلا ، وغدا  نقوم بالبحث عن حل للمشكلة.؟ " فأجابني: "للأسف، جميع الغرف محجوزة."
واو، هذا آخر شئ كنت أنتظره. أن أكون مشردا بدون مأوى في  أول يوم لي بمدينة إسطنبول.
حسنا، سألت مسؤول الإستقبال مرة أخرى: " هل يمكنني إستخدام الويفي، ربما يمكنني العثور على فندق قريب من هنا وأحجز غرفة للمبيت هذه الليلة " . أعطاني رقم السر الخاص بالويفي، قمت بتشغيل حاسوبي وذهبت إلى موقع Booking.com. فتح الموقع، لكن ظهرت معه رسالة خطأ " للأسف، لا يمكنك الدخول لموقع بوكينج في تركيا". لماذا؟ من المفروض أن تركيا دولة سياحية. لماذا قامت  الحكومة بحجب  أشهر موقع لحجز الفنادق على الإنترنت. حتى يومنا هذا لست أدري ما السبب.
حسنا ، لكل مشكلة حل. إستخدمت أحد تطبيقات  VPN التي تقوم بتغيير الدولة التي تظهر للموقع، ببساطة ، أنا في تركيا، لكن الموقع يعتقد أني أزوره من بريطانيا أو أي دولة اخرى أنت تختارها في التطبيق. فتح الموقع ولله الحمد، وجدت الكثير من الفنادق القريبة بأسعار مختلفة، بينما أنا أقارن وأوازن بينها، ناداني مسؤول الإستقبال ليخبرني بأن هناك شخص ما يتصل بي في هاتف الفندق. ألقيت التحية وأخبرني المتصل بأنه صاحب وكالة سياحية في تركيا وأنه هو المسؤول عن برنامج الرحلة في تركيا. إعتذر لي عن الخطأ الذي حدث، وقال لي: " نعم ، الفندق الذي أنت فيه الآن هو الفندق الخاص بإقامتك  في إسطنبول، لكن الليلة الأولى حجزنا لك فندقا آخر، لأن هذا الفندق كان محجوزا بأكمله". قال أيضا: " أن فندق Carlton Hotel  الذي تم حجزه لنا، متواجد على مقربة من الفندق الذي نحن فيه الآن، ويمكننا الوصول إليه خلال 5 دقائق  مشيا على الأقدام ".
الحمد لله، وأخيرا وجدنا مأوى لنا. شغلت google map  حتى نعرف الطريق، وجررنا حقائبنا إلى الفندق الآخر المحجوز لنا. 
وصلنا للفندق، حصلنا على مفتاح الغرفة، وحان وقت النوم والحصول على قسط من الراحة.
إستيقظنا على الساعة 9 صباحا، توجهنا إلى المطعم للحصول على وجبة الإفطار بما أن الحجز يشمل وجبة إفطار الصباح. في المطعم لاحظنا أن معظم نزلاء الفندق من الدول العربية وبعضهم من الجزائر مثلنا.
حجز الغرفة ينتهي على الساعة 12 صباحا، إنتظرنا في الفندق حتى آخر لحظة 11:59 ، بعدها قمنا بإرجاع مفتاح الغرفة، وجر حقائبنا عودة إلى الفندق الأول Sogut hotel .

حصلنا على غرفتنا وبصراحة، الغرفة جميلة جدا مقارنة بالفندق الأول مع أن هذا الفندق ذو 3 نجوم والفندق الأخر ذو 4 نجوم. هذا درس جديد أتعلمه من السفر، لا تجعل عدد النجوم التي حصل عليها الفندق يخدعك، فكم من فندق ذو 3 نجوم سبق فندقا ذو 4 أو 5 نجوم في النظافة والجمال.

كما ترون، السفر لا يخلو من المشاكل وكذلك الحياة بأكملها، لكن هناك متعة كبيرة في مواجهة المشاكل والبحث عن حلول لها، لا ينالها إلا من يرى الأمور بإيجابية، وينظر  إلى كل مشكلة بأنها فرصة لتعلم شئ جديد وطريقة ممتازة لملء مخزونك من الذكريات حتى تحكيها للعائلة والأصدقاء. 

يتبع ...

السبت، 24 يناير 2015

أصمت وافعل شيئا

منذ كم من سنة ونحن نندد بإعتداءات الصهاينة على إخواننا في فلسطين؟
منذ كم من سنة ونحن نكرر أننا نرفض أن يتم الإساءة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام؟

هل غيًر التنديد، والشجب، والاستنكار شيئا من هذه الأمور.
لا، للأسف لا شئ تغير، إستمر الصهاينة في الإعتداء على أهلنا في فلسطين، وأستمر الرسامون في رسوماتهم المسيئة، بل تضاعفت الاساءة، لأن الاساءة لمقدسات المسلمين أصبحت أسرع طريق للشهرة وزيادة عدد مبيعات المجلة.
ألا يدل هذا على أن هناك خطأ ما، نحن نستنكر وندين، والمشكلة لا زالت قائمة.
نعم هناك خطأ ما،
 التنديد والاستنكار هو أضعف الإيمان، وهو أبسط شئ وأسهل شئ، لأن كل شخص يستطيع القيام به،
أن تخرج للشارع، وتقف لمدة معينة من الوقت، ترفع اللافتات وتصيح وتصرخ  بأنك ترفض الاعتداءات والاساءة، ثم تعود لبيتك، وتستمر في حياتك وتنسى الأمر، لأنك تظن أنه بخروجك، قد أرحت ضميرك وأقنعت نفسك أنك فعلت كل ما في وسعك، وتردد قوله تعالى " لا يكلف الله نفسا الا وسعها".
هذا هو الخطأ، أن تكتفي فقط بالتنديد والاستنكار، ربما يعلم عنه من قام بالاساءة وربما لا، ثم تظن أنك قد أديت واجبك اتجاه أهلك في فلسطين او نبيك محمد عليه الصلاة والسلام.
نريد الآن الفعل، العمل، نريد أن نرى شيئا ذا فعالية وأثر. جربنا الإدانة والاستنكار وبقي الحال على ما هو عليه.
علينا الآن أن نطرح الأسئلة حتى نفهم الأمر جيدا:
إعتدى علينا الصهاينة لأنهم يعتقدون أن فلسطين هي أرض اليهود التي اختارها الله لهم؟
إعتدوا علينا، لأننا ضعفاء ولم يجدو أي جهاد ورد عدوان من جهتنا؟
يعني العمل الحقيقي إتجاه فلسطين، هو أن تفهم جذور القضية، وتشارك ما تعلمت مع أهلك والناس من حولك. كيف تدافع عن قضية لا تعرف حثيثاتها وصاحب الحق فيها. إذن أولا تعلم.
ثانيا، الحقيقة المرة هي أن أمتنا ضعيفة، ولهذا تكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب. هذا شئ واضح ولا يحتاج إلى أي أمثلة. لا نقول أنك يجب أن تعيد للأمة مجدها وعزتها، لأن هذه مهمة لا يمكن أن يقوم بها فرد وحده، لكن الذي يمكنك عمله، هو استثمار مهاراتك وقدراتك وأوقاتك في سبيل إصلاح مجتمعك وبلادك. قم بالاتحاد مع أصحاب المهارات واستخرجو معا حلولا لمشاكل مجتمعكم. لو أن كل شخص تفانى في عمله وقام ببذل وقته في سبل الخير، لحلت الكثير من المشاكل ولتغير حالنا. ولكن...
شئ بسيط آخر، هو مقاطعة منتجات الدول التي تدعم الإحتلال، ما دام هناك البديل، لماذا تساهم في إقتصاد بلد يقوم بالاعتداء على إخوانك؟؟

بالنسبة للاساءة:
أساؤا لنبينا لأنهم لا يعرفونه حق المعرفة، هم فقط رأو ما يفعله بعض المحسوبين على الإسلام، فظنو أن هذا هو ما جاء نبينا الكريم. طبعا هناك من أساء عمدا لكن أتحدث عن الغالبية هنا.
إذن الاستنكار والادانة الحقيقية، هي أن تتمثل الأخلاق التي جاء بها هذا الرسول الكريم، أن تكون محبتك له محبة عمل وليس قول فقط. أن يكون قدوتك في كل شؤونك كما أمرك الله عز وجل: "لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة".
كيف تستنكر الاساءة وأنت تحتال وتكذب، كيف تدين وأنت تغش وتتعامل بالربا، كيف تشجب وأنت بعيد كل البعد عن أوامر ونواهي الدين الذي جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام.
عند الالتزام بتعاليم دينك والاستننان بسنة نبيك، تأتي مهمة أخرى، وهي دعوة أهلك وأصدقائك والناس من حولك، وتقديم النصح لهم.
علينا أن نغير الصورة التي حملها المجتمع الغربي عنا، قل لي بربك كيف تطمع أن يدخل أحد في الإسلام وهو يرى التخلف والجهل الذي يعيش فيه أهل الإسلام.

في الختام أقول كما قال شيخنا الدكتور راتب النابلسي حفظه الله: كفانا شجبا، كفانا إستنكارا، كفانا إدانة، نريد صمتا وعملا جادا لا أكثر.

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

كن ممن يقول ها أنا ذا

غريب أمر بعض الناس، تجده يتفاخر بأنه قد التقط صورة له مع الوزير الفلاني أو الشخصية الفلانية، أو يتفاخر بأن الدكتور الفلاني عمه، أو المسؤول الفلاني خاله، وماذا بعد يا أخي، إقرأ قول الشاعر:
ليس الفتى من يقول كان أبي    أن الفتى من يقول ها أنذا
أرنا ماذا فعلت أنت
ماذا أنجزت أنت
هذا هو الشئ الذي تفتخر به، إنجازاتك أنت لا إنجازات عمك أو جدك أو خالك.
بعضنا يفتخر بنسبه، البعض الآخر يفتخر بجمال جسده، وبعضهم يفخر بلونه
لا ياحبيبي، هذه أشياء نلتها قدرا من المولى وعز وجل، ولم يكن لك فيها لا ناقة ولا جمل،
ليس لك أي مساهمة أو دخل في لونك، أو نسبك، أو شكل جسدك،
أرنا ماذا فعلت أنت
ماذا أنجزت أنت
هذا هو المعيار الحقيقي.